استطيع أن اغض بصري
المشكلة :انا فتاة في الثلاثين من العمر لم اتزوج لحد الآن علما" اني فتاة ملتزمة دينيا" ومحجبة لكني وصلت الى مرحلة وهي عدم قدرتي على غض البصر افيدوني جزاكم الله خيرا
---------------------------------
أختنا في الله..
إن حياتنا محطات، والزواج إحدى محطات الحياة، ولكن لا يعرف أحد متى سوف يمر على هذه المحطة أو غيرها، حيث إن قطاراتنا لا تسلك طريقا واحدا، فلكل منا ظروفه الخاصة والاجتماعية والأسرية، بعضنا يسبق، وبعضنا يتأخر، ولكن في النهاية غالبا ما نصل جميعا.
وعادة ما لا نشعر بتأخر الأشياء إلا حين ننتظرها ونستعجل حدوثها، فحين ننتظر شيئا ما نشعر وكأن الزمن متوقف من حولنا، وربما نشعر أن قطارنا يسير ببطء أو ربما ضل الطريق، ولكن علينا أن نوقن دائما أن جميع محطات حياتنا من زواج ونجاح وأبناء وعمل ودراسة وسفر هي رزق من عند الله، فاتركي الأمر عليه ولا تتعجلي حدوث الأشياء، فوحده تعالى يعلم متى تحدث ولماذا تتأخر، وفي كل خير.
عليك فقط أن توقني أن الزواج رزق من عند الله، وأن تأخره لحكمة لا يعلمها إلا هو، ربما يريد أن يسمع صوتك تدعينه أن يرزقك الزوج الصالح، ربما يعد لك زوجا يكون أهلا للارتباط بك، ربما يريدك أن تكتسبي خبرات مختلفة من الحياة قبل الارتباط.
أختي الكريمة لا تجعلي للشيطان عليك سبيلاً .. وكل ما أطلبه منك ألا تستدعي شهوتك وأن تتجنبي قدر الإمكان التعرض للمثيرات، وأن تستغفري ربك وتعاهديه من اليوم على أن تجاهدي نفسك ، ، وأن تشغلي ذهنك ووقتك بما يفيد من أعمال الخير والهوايات؛ فإذا ضعفت مقاومتك مرة فضعي الأمور في نصابها، ولا يخدعنك الشيطان بفقدان الأمل، ولكن لنبدأ من جديد؛ فقد ورد عن الرسول الكريم "أن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
جاهدي نفسك قدر المستطاع واشغلي وقت فراغك بممارسة أنشطة دينية واجتماعية أو العمل في أي وظيفة محترمة ، احضري دروس العلم واستمعي الي محاضرات الدعاة في الرقائق وفي حب الله ومعرفته .. تعرفي علي سير الصحابيات الجليلات واقرأي عنهم وعن مشاكلهم وكيف كانوا علي طريق الله ،حاولي أن تخالطي الناس وتتعرفي عليهم وتشاركيهم أحلامهم وهمومهم، فالناس عادة ما يحبون مَنْ يستمع لهم ويشاركهم مشاعرهم، وتأكدي أنك إن شاء الله ستشعرين بفرق بداخلك
حين تصلين لدرجة من اليقين بأن رزقك لم يأت بعد وتتوقفين عن استعجاله والتفكير فيه فستشعرين بالاستقرار والراحة.
أرجو أن أكون قد ساعدتك وأجبت عن تساؤلاتك، وأهلا بك دائما أختا وصديقة إن احتجت لمزيد من المشورة.
-----------------------------------------------------------------
[img][/img]