المعجزات تحدث لمن يؤمن بها ..فقط إن امتلكت الثقة بالله والصبر على النجاح وبعض من الجنون والتحدى، هذه هي الخلطة السحرية التي أتخذها شرف سلامة لتحقيق حلمه، و من حيث ينهى الآخرون أحلامهم في "صندوق القمامة" بدأ سلامة مع كل "سلة مهملات يقوم بجمعها " في صنع نجاح جديد جعله "أشهر زبال في الوطن العربي" أو كما يحب أن يلقب، الزبال المليونير.
أن تتخرج في كلية العلوم وتحصل على لقب "دكتور"، وتعمل في هيئة حكومية ضامنا "الشعبطه في الوظيفة الميرى" ..ذلك أقصى ما يسعى إليه أى شاب فى مقتبل حياته الآن وذلك أيضا ما تخلى عنه شرف بعد حضوره ندوة تتحدث عن "أهمية القمامة"..في السطور القادمة تعرفون لماذا وكيف فعل ذلك؟!
بداية ..ما هي نقطة التحول التي جعلتك تتخلى عن لقب دكتور للعمل في جمع القمامة ؟!
أنا أتخرجت في كلية العلوم قسم ميكروبيولجى عام 1999 من جامعة الأزهر.. اشتغلت لمدة عام في هيئة المصل واللقاح، وفى يوم حضرت ندوة في نادى العلوم الخاص بجريدة الأهرام وكان يلقيها عالم ودكتور في المجلس الأعلى للبحوث تحت عنوان "القمامة نعمة وليست نقمة" وبعد تفكير كتير في مضمون الندوة قررت أن أستقيل من الوظيفة الحكومية واخرج للمجتمع وافيده بما تعلمت وشجعني على هذا الأستاذ الصحفي وجدى رياض رئيس نوادي علوم جريدة الأهرام، وهكذا فكرت أن أبدء بنفسي بتكوين شركة لجمع ونقل المخلفات من المنازل والتعامل مع هذه المخلفات بشكل علمي لمنع التلوث.
وكيف بدأت تنفيذ الفكرة؟
اعتمدت على الله ثم على ما تعلمته في الكلية لخدمة المجتمع لمنع مسببات الأمراض المنتشرة بسبب التلوث في الشوارع والبيوت التي تنمو عليها الملوثات الميكروبية الضارة على الصحة والبيئة.
فكرت مع نفسي بأن أوسع حدود النظافة الداخلية لدى بأن تتعدى حدودي خارج المنزل وتشمل الحارة والشارع والقرية والمدينة والمحافظة لأنهم هم عنواني وقلت لنفسي لماذا يهتم كل شخص بنظافة منزلة فقط؟ اذا كنت بحب مصر بجد كيف اترجم هذا الحب والانتماء إلى سلوك ايجابي والحمد لله الحكومة المصرية هي الوحيدة التى وقفت بجواري بتسهيل كل الإجراءات والتمويل والغريب أن أعز الناس إلى قلبي هم من اهانونى وأبتعدوا عنى! وكنت في نظرهم مجنون لأنى تركت الوظيفة الحكومية واختارت مهنة الزبالة وكان هذا دافع قوى لكى استمر واثبت لهم أنى على صواب.
يكمل شرف، سبع سنوات شفت فيها جميع الأيام السودة والزرقة وكل ألوان الطيف وكنت فخور لأنى كنت مؤمن بهدفي وعرفت أن الرزق بيد الله، والحمد لله الآن أصبح أعدائي هم اشد أحبائي ونظرتهم لى اتغيرت تماما.
ما هي طبيعة عمل شركتك تحديدا؟
بتقوم على فصل الزبالة عن بعضها، بمعنى أن البلاستيك والزجاج والكارتون في جانب بيشتريها التجار و بواقى الأكل و المواد العضوية بنقلها المعمل في وزارة الزارعة و أعمل حاجة اسمها "تخمر هوائى" في صندوق يسمى bio box
وبالمناسبة الصندوق ده تكلفته في أمريكا 159 دولار ولكننا صنعناه مع شباب من كلية هندسة بتكلفة بسيطة جدا، المواد دى بتطلع منتجات زى السماد وزيوت للعربيات.
ثم جمعت بعض شباب من قريتى، قريه البراجيل بالجيزة للعمل معى، فى البداية كان الأهالي بيرفضوا دفع مقابل لجمع القمامة منهم شهريا، وهو 3 جنيهات أو كانت العمارة بأكملها تدفع 3 جنيهات فقط، لكن بعد مرور 4 أشهر بدئوا يشعرون بفارق كبير في حياتهم، فشوارعهم أصبحت أكثر نظافة وتحضرا، وكذلك منازلهم، واختفت أكوام القمامة التي كانت تستقبل أي زائر للقرية، وبدأ الأهالي ينتظمون في دفع مقابل الخدمة، بل الأكثر من ذلك أقبال العديد من الشباب للعمل معي.
وماذا عن أرباح العمل في "الزبالة"؟
الحمد لله كويسة جداا، مرتبى في الحكومة كان "ألف جنية" ,لكن الجنية في جمع الزبالة ب 100 ! فالورق تصل نسبته بالقمامة إلى 15%، وكنت أبيع الطن منه بحوالي 30 جنيها، والزجاج نسبته 3% يصل ثمن الطن إلى 80 جنيها، وطن البلاستيك 800 جنيه، أما أسعار المعادن المستخرجة فتتراوح بين 3 و6 آلاف جنيه وبالتالي العامل ممكن ياخد في اليوم 700 جنيه!
وأصبح لشركتي فروع في دولة الكويت وسلطنة عمان وبإذن الله قريبا سوف يكون لها فروعا في البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا ثم جميع أنحاء الوطن العربي وهذا بدعوة من رجال الأعمال من كل هذه الدول وهكذا أصبحت من أشهر زبال مصري إلى اشهر زبال في الوطن العربي..
وأخيرا نفسى أقول لكل شاب مصري الشغل مش عيب "أغلب اللى بيشتغلوا معايا جامعات وشهادات عليا" كن فخورا بأنك مصري واعتمد على الله ثم على نفسك، واعلم أن الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها واصنع منها سلما تصعد بها نحو النجاح وتعلم كيف تحاول ولا تيأس فاليأس قوة الضعفاء.
★منتدى الـدلــ عة ـــو
موضوع: حوار مع ..الزبال المليونير 
السبت مايو 15, 2010 1:00 am
